مع تحول التركيز العالمي نحو الاستدامة البيئية، تواجه صناعة النفط والغاز ضغوطًا متزايدة لتقليل بصمتها البيئية. ورغم أن الربحية تبقى ضرورية، فإن دمج الاستدامة في العمليات الأساسية لم يعد خيارًا بل أصبح ضرورة استراتيجية للبقاء والثقة العامة.

أحد الجوانب المهمة هو تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة. تستثمر الشركات في تقنيات احتجاز وتخزين الكربون، والحد من حرق الغاز، والمعدات ذات الكفاءة العالية في استخدام الطاقة، لتقليل الانبعاثات من عملياتها. تتماشى هذه الجهود مع أهداف المناخ العالمية وتقلل من المخاطر التنظيمية.

إدارة المياه تزداد أهمية أيضًا. تستهلك عمليات الحفر والتكرير كميات كبيرة من المياه، خاصة في المناطق التي تعاني من شح الموارد المائية. تساعد أنظمة إعادة التدوير المتقدمة وتقنيات التخلص من السوائل وأدوات مراقبة المياه على تقليل الاستهلاك وتحسين مؤشرات الاستدامة.

كما تستكشف الشركات سبل دمج الطاقة المتجددة. من خلال تشغيل منشآتها باستخدام الطاقة الشمسية أو الرياح أو الحرارية الأرضية، تقلل من التكاليف التشغيلية وتعتمد أقل على الوقود الأحفوري، مما يبرز التزامها بالبدائل النظيفة.

المراقبة البيئية أصبحت أكثر تقدمًا بفضل صور الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار والتحليلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي تتابع إزالة الغابات والتسريبات والانبعاثات. هذا لا يضمن الامتثال فقط، بل يعزز الشفافية والمساءلة أمام المستثمرين والجهات الرقابية.

أخيرًا، تشمل الاستدامة أيضًا الممارسات الاجتماعية والحوكمة. تتبنى الشركات أطر الحوكمة البيئية والاجتماعية، وتحسّن ظروف العمل، وتدعم المجتمعات المحلية، وتروّج للتنوع والمساواة، مما يعزز سمعتها وثقة المستثمرين.

الخلاصة: الاستدامة الحقيقية في النفط والغاز تعني العمل بمسؤولية اليوم... لضمان الربح غدًا.